ثقافة وعلوم: كمنارة تصدح بذكر الله.. مأذنة مسجد دورا الكبير "الثانية" على مستوى فلسطين

من على ارتفاع 60 م تصدح مئذنة مسجد دورا الكبير بـ"الله أكبر". 

مأذنة المسجد، والتي ترقد كمنارة لرفع ذكر الله لا يكاد أحد ينظر إليها إلا وأبهرته بجمالها، ترقد وسط مدينة دورا غربي مدينة الخليل، تتربع كقطعة هندسية تُعانق عنان السماء.

من الجميل أن يتوسط مركز المدينة صرح ديني،يصدح يومياً خمس مرات بقول "الله أكبر" فعندما يحل المساء ترتسم حول محيطها بخطوط جميلة مصابيح خضراء، تُظهر مدى جاذبيتها ،والتي تبدو كتحفة فنية ليلاً .

وجود هذه المئذنة من على ارتفاع 60متراً تُمكن كُل من يصعد إليها من رؤية معظم محافظة الخليل، والساحل الفلسطيني.

يصف المهندس شاهر أبو سندس الذي أشرف على بنائها "تم بناء المئذنة بجوار مسجد دورا الكبير ، حيث طلب مني في البداية بنائها على ارتفاع 80متراً، لكن وجودها على الشارع العام والحاجة لقاعدة خرسانية ضخمة حال دون تنفيذ هذا الطلب،بالإضافة لقدم البناء الموجود".

يُتابع  المهندس حديثه من خلف شاشة حاسوبه بعدما أطلعنا على الكثير من تصاميم المآذن التي أشرف عليها واصفا إياه " راعينا في هذه المئذنة عنصر القوة والمتانة والجمال ،فالقوة تعمل وفق برامج هندسية حيث  تم مراعاة جميع الأسس الهندسية في بنائها، أما الجمال كونها من أجمل مآذن المنطقة،وصممناها على الطراز المعماري الإسلامي، واستعملنا فيها الحجر البلدي الخليلي،والشربات والشبابيك على شكل زخارف إسلامية".

محمد الحروب إمام المسجد والمشرف على بناء المئذنة،بعد أن صعدنا للمئذنة وجالت أعيننا للإتجاه المطل على محافظة الخليل يقول محمد"استغرق بناء المئذنة حوالي أربعة شهورمتواصلة".

ويتابع بعدما تنهد بهواءٍ عليل من على أعلى المئذنة"كان مسجد دورا الكبير يملك مئذنة قصيرة كانت تلبي احتياجات الناس في ذلك الوقت ،لكن ومع ازدياد العمران تكاد تكون اختفت فأجبرنا لبناء هذه المئذنة".

 وبعدما استدار ليطل على الساحل الفلسطيني يقول"الذي شجعنا على بناء المئذنة هو تبرع أحد النساء الكبيرات في السن بمبلغ 40ألف دينار، والتي أرادت أن تكون لها حسنة جارية وهي التي طلبت بناء المئذنة".

لم يخفِ الشيخ محمد الحروب أن أهل البلدة لدى سماعهم عن بناء المئذنة سعوا على قدم وساق لتقديم أقصى ما يملكون للمساعدة في إكمال هذا الصرح.

وبهذا تعتبر مئذنة مسجد دورا الكبير الثانية على مستوى فلسطين بعد مئذنة مسجد أبي عبيدة الأطول في الشرق الأوسط بارتفاع 71متراً ، والتي تتربع  في بلدة سلواد قضاء رام الله وعلى  سفوح جبال القدس "تل العاصور" الذي يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1016 مترًا.

وبهذا تشترك كلا المنارتين كونهما يصدحان يومياً خمس مرات ب"الله أكبر" من على ارتفاع يعانق عنان السماء .